الجمعة، ١٤ كانون الثاني ٢٠١١

أعتذرعما لم أفعل

أعتذر لعدم توفر ما يؤهلني من صفات "الوطنية " بتعريفها الجديد ..فلم "أُبَروِزْ " صورةً لأصحابِ الفخامةِ على خلفية السيّارة و لم أُمجّدُ الحكومةَ الرشيدة بعيونها الزرقاء الجديدة.. ولم أغنّي للدفاع المدني، الجيش.. و أصحاب الرّتب كلّما أدّوا واجبهم لثقتي بأن أبو العبد الخبّاز لا يقل دوره عنهم، مع ذلك فلا يهتف له على كل "طابونة " قام بخبزها ..

أعتذر لأنني لا أرى كل "فتفوتة "من الحكومة كأنّها هبة من الرب ولم أعتقد أن عليّ بالمقابل أن أقبّل الأيادي شكرا و عرفانا...

أعتذر لأنني ما زلت أؤمن بأنّ هذا حقي و ليست "جائزة "..

و أعتذر كثيرا أن هاتفي الحزين لا يصرخ بأغنية "تبرق و ترعد" .

أعتذر أيضا أنني لم أتصل يوما بالمذياع لإهداء نجاح ابني الأكبر بالتوجيهي أو خروجي من غرفة العمليات سالمة لأصحاب الفخامة .

و أعتذر أكثر وأكثر أنني لم أمارس "حقي " الانتخابي و لم أصوت لنواب "نغشين" يؤمنون بأن الموت مع الجماعة رحمة

أعتذر أيضا أنني لا أجد أي تبرير أن يصبح أردننا "لناس و ناس " ..

أعتذر أنني لست من أغنى العائلات في الأردن لكي أمارس "العيش الكريم".

أعتذر أيضا أنني لم أحيّي قوات الدرك "النشامى" على تصرفهم الحضاري للغاية .

أعتذر أكثر و أكثر لمشاركتي بالمسيرات الشعبية مع علمي أنها قد تكون "تسكيتة "مرخّصة لجوع الشعب "المسخمط" .

أعتذر أنني لحماقتي أؤمن أن من حقي أن يفتح العمل أبوابه لي، بدون أي واسطة ولعدم وجود "فزعة " في عائلتي

أعتذر كذلك أنني لا أخفي "فلسطينيتي " أينما أذهب لاعتقادي الجازم أنها لا تقلل من "أردنيتي "..

أعتذر أن مصطلح "الثقة " بات عندي شكا .

أعتذر أيضا بالنيابة عن المعلم الفاضل الذي يحارب من أجل نقابة له، بالرغم من أن هذا حقه الدستوري.

أعتذر بشدة لرفضي الاستخفاف بي، و"استهبالي" بتخفيض الأسعار لفترة زمنية محدودة و بأقل مما تم رفعه قبل مدة ليست ببعيدة .

بالنهاية أعتذر أنني اعتقدت يوما بأنني "وطنية" ..

!وأعتذر كوني انساناً يملك حلما بسيطا

اية رياض الموسى


هناك ٤ تعليقات:

  1. اعتذارات و فوق ذلك لن يقبلوها! ..

    ...

    أهلا ً بعودتك

    ردحذف
  2. Sharif : Thanks sharif :) bshrfne eno ytl3 feyeh 3r2 3'zawe:)

    Haitham al sheeshany : أهلا فيك :) شكرا للقراءة

    ردحذف
  3. One of the most amazing articles i read

    ردحذف