تحذير : قد تصاب بالجلطة أو الملل الشديد عند قرائتك لقصة رضا
الاسم : رضا ..
العمر :تجاوز الأربعين بجدارة !
..حياته ؟ لا بأس بها ..خالية من أي انجاز يُذكر و يُقدس الحياة الزوجية
رضا "حسب المعايير و المقاييس " مواطن عادي جدا ..مسالم جدا يكاد أن يستحق "الأيزو " بالمواطنة الصالحة
يستيقظ رضا يوميا في تمام الساعة السابعة على صوت "تمتمة "فتحية " زوجته المتطلبة بكلمات غير مفهومة أثناء عدها لسندويشات" اللبنة " لأولادها الخمسة ..يُستوحى من تمتمتها غضب ..سخط ...لوم لا يتم القاؤه على أحد فهو يُقيّد ضد مجهول في أكثر الاحيان
على عكس رضا فقد تعطّلت انفعالاته , مشاعره و حتى تفكيره عن العمل منذ زمن طويل بالرغم من عدم تعاطيه لأي مخدر .المرةالوحيدة التي انفعل فيها رضا كانت عندما توفى والده قبل عشر سنين نطق بجملة واحدة يستدل منها ايمان شديد. حتى فتحية لم يصارحها يوما بمدى انزعاجه من "نقها " اللامنتهي ..لا يدري ان كان يحب القراءة أما لا ..لا يتبّع اليمين و لا اليسار .. .لم ينظر يوما "فوق " و لا "تحت " .لم يتحزّب أو يتحزّم يوما . لم يتبنى أي ايدولوجية فكرية يوما . متعته الوحيده هي النظر الى ذلك الحيوان الأبيض الصغير الذي لا يكل و لا يمل من الركض على العجلة الدوّارة .. يذهله هذا المخلوق بصبره الغريب من أجل مكافئة رمزية عبارة عن "خسة " في أخر المطاف تقريبا قبل النوم و عدم قدرته على الوقوف عن الدوران خوفا من "وقف "المعونات "...
مستواه العقلي أهلّه ليكون مثال للموظف المجتهد "المحروث عليه "...شخص لطيف لم يسء الى أحد يوما .. .
لم يمارس ابداء الرأي مطلقا . قنوع .لم يرتكب حماقة الأدوار البطولية يوما .يتعرض رضا يوميا لمسائلة من حوله عن سبب هدوئه الدائم الغير منطقي في ظل ظروف المعيشة الصعبة و جوابه الدائم "بدنا نعيش " ..رضا لم تستثيره غلاء الأسعار و لا حتى خبر سقوط ابنه البكر في التوجيهي .فهو يمارس سياسة "الحيط بالحيط " حتى مع جاره أبو أحمد "النصّاب "..ان كنت تظن أنه "مخابرات " فقد أسأت التخمين .المٌقلق بالموضوع هو أن
سلوك رضا بدأ بالانحراف عن مساره المعتاد ! تزامن هذه الانحراف ببداية "كرنفال " الانتخابات بالرغم من أنه لم يصّوت من قبل و لم يظهر رأيه الشخصي في الموضوع . كان قد قرر رضا التزام الصمت كالعادة . لكن اليوم منذ انطلاق الحافلة المتوجهة الى مقر عمله و مع التصاق "خده " بالنافذة بسبب عدم مراعاة "اللي جنبه " لم يستطع أن لا يقرأ فقد لفتت
نظره "سحنة " فلان من المرشّحين.."بوزات " فلان .. "أسنان " فلانة و شعارات أحسّ منها بالاهانة الشخصية البحتة و كأنها طرقت "باب" مغلق في رضا ..شعر رضا لأول مرة باسنخفاف عنيف بقدراته العقلية عند قرائتها ابتداءا من "مجانية الصحة و التعليم حق لكل مواطن ... "الجرأة في قول الحق "....الى " نعم ..الوطن للجميع " . توقفت الحافلة فجأة ..
نزل رضا . ركض رضا .و أخيرا نطق رضا و فورا .........اعتُقلَ رضا .