الثلاثاء، ٣١ آب ٢٠١٠

اليك

يأخذنا الحزن و "النكد " أحيانا الى طرق لم نعتد الوصول اليها من قبل ..قد تنطبق علينا احيانا كلمات عبد الحليم حافظ "طريقك مسدود مسدود يا ولدي "..قد نصل الى حالة من اليأس تبعدنا كل البعد عن كل ما هو جميل ..و قد يصل بك الاكتئاب الى الذروة فتبدأ بلعن و شتم"الساعة اللي انولدت فيها " ..قد تقرأ "لا تحزن " مرارا و تكرارا "عالفاضي " .. قد تشعر ان الدنيا كلها تكالبت عليك .. و قد تبدأ بتحليل كل شاردة و واردة طبقا ل "نظرية المؤامرة ".. ..ستحاول النوم هربا من الواقع لتهرب الى عالم الأحلام لتكون انت امبراطوره الوحيد.. و قد لا تنام لأيام ..ليظل الأرق هو كل ما تبحث له عن دواء و يبقى ليلك كأنه دهرا ..قد تٌمارس الدنيا عليك كل مل تملك من مصائب ,خيبات أمل , موت أقرب الناس اليك ,خيانة . ذل و قهر .. دون أن تعطيك أي حق بالرد أو الدفاع عن نفسك أو حتى وقتا كافيا لأخذ نفس عميق لتفكر بما يدور من حولك ..
قد تتمادى بالخطأ كثيرا بحثا عن ملجأ تتوارى فيه لتجد نفسك ..فجأة ..في ضياع ....فراغ ..سواد قاتم
قد تشعر أنك "زومبي " و أن أغنية حياتك "كتاب حياتي يا عين "..أو "فيديو كليب" لهاني شاكر .. قد تتحول الى شخصية "مضادة للمجتمع " لتحاول الانتقام من نفسك أولا ثم الناس.. قد تذهب الى طبيب نفسي لتكتشف أنه "مهوي" و عليه معالجة نفسه أولا .. قد تشعر ان الحياة مليئة ب"الكاميرات " المسلطة عليك و كأنك ب "ستار أكاديمي " و كأن الناس أصبح شغلهم الشاغل "عطوفتك " ..كأنك الوحيد "الماكل هوا" في هذه الدنيا ..قد تمارس كل ما يذهب العقل بحثا عن مخدر لينسيك همك ..ألمك ..تعبك و حزنك ..قد تتعرض "لتنظير" أولي الأمر و "أبو العريف" و حتى حارس العمارة و فجأة يصبح كل فرد من أفراد المجتمع واعظ و حكيم و "غاندي بزمناته " ..قد تشعر بأن مصابك و ألمك هو الأعظم و الأكبر لتتأهل بالتنافس بين الاصدقاء "مين تخزؤأ أكتر " و كأنها مسابقة و على الرابح اثبات ذلك ..قد تصبح "العجمي " بحد ذاته . .تكثر من الصلاة ..قرءاة القرأن ..الانجيل ..قد تنتسب الى الشبيبة " و تمارس كل مباديء دينك الحنيف ...و قد تلحد و تتخلى عن دينك الحنيف ايضا
قد تلجأ الى "فتاحة " لتقرأ فنجانك ليل نهار من شدة اليأس .. قد تمارس كل أنواع المتعة و المحرمات و كل الممنوعات ..
قد لا يتغير شيء و يبقى الحال على ما هو لوقت طويل ..
و تبدأ بالجزم أن هذه هي النهاية و أن لا شيء سيتغير ...
قد تشعر أن كلماتك كالصدى ترتد اليك ...قد يشبعك الأصدقاء بكلماتهم الوفيةالتي لا تعوضك عن شيء... قد تفقد رغبتك بالحياة .. قد تمارس الحياة كأنها فرض عليك ...قد تهرب لتعود و كأن الحزن بانتظارك ..قد تضحك لتجد االبكاء هو كل ما تحترف. .قد يسألك البعض "كيفك " لتجاوب بثواني ..بخير . و بقرارة نفسك تجيب "خ--" ..قد يحاصرك الاشتياق من كل زاوية ..
منظر كان يبكيك أصبح الأن لا يحركك! .. أشخاص حلمت يوما أنهم بجانبك ..تنصدم أنهم بعيدون كل البعد عنك ...قد يخذلك أقرب الناس لك...
قد تفشل بالدراسة .. بالحب ..باختيار الأصدقاء .. ..قد تتشتت عائلتك ..قد تنهار أحلامك .. ..قد ينكسر خاطرك ..قد تتبعثر امنياتك ..قد يستخف بحزنك كل من حولك ... وقد تنصدم بالفجوة ما بين النفس التي تصبو اليها و النفس التي انت عليها الأن لتشعر أنك قبل كل شيء خذلت نفسك ...قد تشعر بالوحدة تأكلك ....قد تصاب بالعجز لدرجة تمنعك من التعبير ..قد يظلمك من توقعت يوما انه سيجيرك .. قد "يكسر ظهرك " من توقعت يوما أنه سندك ..قد يألمك فقرك....جوعك ..لتصبح كرامتك هي جل ما تملك

كل هذا و أكثر ....!

لكن اعلم جيدا أننا على اختلافاتنا ... ..أنا و أنت ..هو و هي ...نحن ..معظمنا مر بمثل ما تمر به الان و "أعطل" .... ووقفنا من جديد ..استعدنا أنفسنا من جديد ....ضحكنا من "صمصوم " قلبنا من جديد ......فرحنا من جديد ..انتصرنا من جديد ..جبر خاطرنا من جديد .. .زدنا قوة ..جمالا ..حظا من جديد ! ..تحققت أمنياتنا من جديد ...أحببنا من جديد ..حلمنا من جديد ....عشنا من جيد ..فتحت الأبواب بوجهنا من جديد .. انتعشنا من جديد! لملمنا ما تبعثر من جديد ... تجمعنا من جديد ... وجدنا ضالتنا من جديد... تقربنا من جديد ... تأخينا من جديد ...فلا تخف " و الله اللي انكسر بتصلح " من أول و جديد
! ..

هناك تعليق واحد:

  1. لملمة سعيدة أتمناها لك و للجميع

    الحياة نسنحق ذلك! -برأيي- ، شكرا ً لك

    ردحذف