الأربعاء، ١٩ أيلول ٢٠١٢

رسالة من عبدالله محادين "مجدَ فجر يتسامى"

طُلب مني "شلن" مقابل كيس ستُحفظ به- لأجل غير معلوم- ملابسي التي أرتدي، فكرت في من يأتي مجردا من النقود، نقلت "الدبلة" من يميني الى شمالي، احتجت أن أكون أقرب لمن أحب.
كنت ألبس بدلتي، فقد استيقظت بعد ليلة طويلة وأنا أظن أنني لن أتأخر عن دوامي أكثر من أربع ساعات، لكن قرار توقيفي خمسة عشر يوما بتهمة " تقويض نظام الحكم" جعلني أندم -فقط- على عدم ارتدائي لملابس أكثر راحة في طريقي الى سجنِ النزلاء فيه أكثر من الأسّرة.
"شو قضيتك؟ " في الأيام الأولى  تسمع هذا السؤال عشرات المرات، أحيانا ترغب أن تجيب  ب"قتل" أو "شروع" أو هتك عرض" علّ الصدمة تكون أخف فيكون النقاش بعدها أقصر، ثم تتذكر بأن للوطن حق على لسانك حتى لو كنت خلف القضبان.
لا أعرف الى متى سيحبسون جسدي و أجساد أحرار أتعلم منهم في كل دقيقة درسا في حب الوطن، أكذب على نفسي قبل أي أحد ان قلت أنني لا أكترث لموعد جسدي مع الحرية، فخارج الأسوار حبيبتي التي بغير عينيها لا أرتوي ووالدي اللذان يكفيني رضاهما ورفاقي الذين لعشقهم للوطن هم أغلي عندي من الدنيا. لا شك بأنني سأخرج مرفوع الرأس من هنا.

لا أعلم الكثير هنا لكنني موقن بأن الحراك الأردني والذي بدأ منذ عقود لن يفصّل على مقاس فاسد، لا يهم ماذا يقول "كبيرهم"، لن يتوّج الربيع الأردني بالانتخابات، ربيعنا سيتوّج بعودة الشركات، سيتوّج باسترداد البوتاس و الفوسفات، سيتوّج بألا يحبس شخص لرأيه، سيتوّج بألا نجوع و الحيتان يتقاسمون الأموال و الثروات، سيتوّج بأن يرجع الأردن سيدا حرا و بأن نرجع نحن الشعب مصدرا للسلطات.

لن يطلع الفجر الا بعد أحلك ساعات الليل، ربيعنا لم يكن يوما أقرب :) 

عبدالله محادين 
19-9-2012 
سجن الجويدة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق