الخميس، ٢١ تشرين الأول ٢٠١٠

الى والدي

هل تُراكَ ظَلمتني؟

حين أخبرتني يومها عند الرحيل

حين أوصيت الشارع الضيق

وأيلول الحزين، وكل صديق

بي خيراً..

هل تُراكَ على علم؟

حين أخبرتني

أنني لستُ ككل حواء

أن ليس كمثلك أدم في الأرض و لا في السماء!

وعندما أثقلتني بحمل

حين أخبرتني أنني ..

تذكرتك إلى الجنة

هل تراك على يقين الآن بما ربّيتني؟

ليتني أعود

بعيداً هناك !

لقصرك العاجي

فأنا ما زلت لذلك المكان

أصلي بكل انجلاء

لكنك لم تُطلعني يا والدي

بأنهم يغتصبون أصواتنا

و ان تكّلم أحدهم

رموه في الجُبٍ بلا استحياء

حينها ..حينها فقط

ليتك منعتني ..

خبئتني..

فأنا لستُ أدري لماذا !

لمَ هيأتني ؟

أكنت حقا تظن أن هناك مٌتسعٌ لنا ؟

هل كان علي الخروج لأدرك ..ما أدركتُ بغباء؟!

فأنت يا والدي أحييّتني ..ثم أمتني..

ليتك فقط جرّدتني!

من كل شيء

كل شيء ..وخاصة الذكاء

أخبرتني يومها عن وجع

وبقايا تراب

و أمل

لكنك لم تخبرني عن القمع و الظلم

و جَبَروتُ الأغنياء !

ان كنتُ أنا بنتَ السُلطان

فهم اتهمونني بأنني ممرٌ

عميقٌ ..سحيقٌ ..باردٌ

لا يعرفُ فن الغناء

أجبتني يومها :

اية قومي انتفضي و اطمحي الى السماء

و السماء يا والدي

ليس لها طريقُ واحدٌ

و الدرب بعيدٌ

و تخلى عنيَ الأصدقاء

فأنا يا سادتي

مبادئي

تعاليمي

لا تصلحُ لكل زمان و مكان

أكنتَ تعلم أنهم مُقيّدون ؟

فهنا يا والدي احترفوا القهر و البكاء!

مرهقةٌ أنا يا والدي

ففن العومٍ بعكس التيّار

شلّني ..أتعبني ..و تعلمتُ قتل الحياء

فبماذا كنتَ تفكر يا والدي

يوم أمرتني بركوب السفينة

ليتك تعلم بأن من بلعهم الطوفان

في نعمة و رخاء

و أما نحن

فمحتجزون

فهنا قراصنة

في جهلهم يعمهون !

و ما بين هنا و هناك

أقف وحدي ..في صمت

أصلي ..و بقلبي ثورة

تدق بابي لتُذّكرني

بتعاليم رياض

صبحاً ومساء


اية رياض الموسى


هناك ٧ تعليقات:

  1. anonymous : THANK YOU :)

    frekeeh: ente el amazing frekeh . p.s i love frekeh !

    ردحذف
  2. ما شاءالله مبدعة في كلماتك
    طرحك للموضوع رائع
    بصراحة وأنا عم أقرأه
    استوعبت كتير أشياء أنا ما كنت بنتبهلها بحياتي كتير
    أشكرك ....

    ردحذف
  3. i've read it on alkhandaq and i really liked it... it's just amazing.

    you have a great talent..keep on :)

    ردحذف