السعوديين "حفرتل "..العراقيين " نوّر" ..."الفلسطينين " يلمو ملوخيتهم و عالجسر "..العشائر الأردنية " اشي بخزي " ....الخلايلة "بخلة "... "الشيعة "كفار " "الشركس " عنصرية " ..البدو " سوفاج " ...الأميركان " بكرهونا " ..ايران "اسرائيل التانية " .. المصريين " بنفعوش أكتر من عمال " ...الأتراك "بكرهو العرب " ..اللبنانيين " هاملين "..الباكستانيون و الهنود " بجم " ..البنات الحلوين "شايفين حالهم "..و النرويج و خلافه من الدول الأجنية "ازا شافوكي محجبة بحتقروكي " ....الخ ..هي قائمة تكاد أن لا تنتهي و تلحق هذه الجمل عادة بكلمة "كلهم ..كلهم " مرتين للتأكيد ..
فيعتقد البعض ان عرقه هو الأمثل و وطنه ..شكله ..نسبه ...أسلوبه بالحياة هو الأفضل و غيره أقل شأنا منه أو "ماشي حاله " و ليس بدرجة الامتياز مثل "حضرت جنابه " .. و بكل جرأة يتمادى البعض بالتعميم "الجالط" .. يصيبني هذا التعميم بالغثيان و يعيدني الى ذكريات كثيرة ..
يعيدني الى صور من الماضي و الحاضر لأشخاص أرقى و أسمى من هذه الأوصاف ...فتعود بي الذكربات الى زيارتنا الى الباكستان - اسلام اباد .. رأيت حضارة و جمال لم أراها الى الأن ..أذكر أمل و عائلتها ..كيف انني اعجبت كثيرا بهديتها "المزهرية " و بايملاتها المليئة بأفكار كبيرة لعمر صغير ..بالرغم ان علاقتنا كانت بحكم زمالة "ابهاتنا "بالعمل ورغم أن زيارتنا لهم لم تكن كثيرة أبدا ..أذكر طبيخ "أنور " و اهتمامه بنا ..أنا و اخوتي أثناء غياب "بابا و ماما "و سفرهم و أخلاقه الطيبة ..عندها تعلمت أن الباكستاني ليس ب "بجم "..فيعود شريط الذكريات أكثر فأكثر فأذكر جلساتي مع "الأبلة نعمة المصرية " جارتنا ...في مكان اقامتنا بمدينة نصر "شياكة و موضة عصر " حنانها الذي أخجلني في كثير من الأحيان .. "خفة دمها " .. بساطتها و عراقة عائلتها الممتدة .. ..تعلمت وقتها أن المصرييون أسمى من " بنفعو عمال و بس " ..بل على العكس تماما كما أن
أصدقاؤنا من العراق..علموني في زيارتهم الى الأردن ..تاريخهم العريق ..أسلوبهم المتحضر ..فكرهم الرائع .. عندها تعلمت أن العراقيون " مش نور
و اما الجملة التي قصمت ظهر أية "مش البعير... " السعوديون "حفرتل "!! .. فعندما تتعرف الى عائلة التركي ..و بالأخص عايدة و عائشة و خالتو نورة .. و تختلط بهم ستدرك مدى جهل و غباء هذا التعميم .. فهذه العائلة جعلت من زيارتي الى السعودية من أجمل الزيارات في حياتي ..ناهيك عن الهوية المترسخة بهم و الطابع البدوي العريق الذي يكاد أن ينقرض بهذه الأوقات .. كرمهم ..جودهم .. الذوق الرفيع ....اصرارهم على المساعدة التي لن أنساها أبدا .. .. عزة نفسهم .. تواضعهم ..كل هذا علمني أن السعوديون من اطيب النفوس و أنهم "مش حفرتل "
..أما تركيا فليس زيارتي لها فقط بل يكفي موقفها مع اخواننا في غزة أن تعلمنا جميعا الى أبد الابدين أن الأتراك "ما بكرهو العرب " ..
كذلك أصدقائي و "الأجانب" الذين تعاملت معهم ..و بالأخص "اماندا " ... هي زوجةابن عمي .. أمريكية .. معرفتي بها و بغيرها علمني أكثر تلك القاعدة الذهبية و هي ان فرضت احترامك لن ينظر اليك أي أحد بالاحتقار ..و ان احترمتي حجابك لن يحقرك أي أحد "لا أجنبي و لانيلة " ذلك عدا تجربة الكثير من صديقاتي المحجبات و والدتي في أمريكا .. بحجابها ووقارها لم يشار اليها ابدا بالاحتقار أو التخلف .. ..
زيارات عدة ..بلاد مختلفة .. ..في كل مكان تعلمت مدى ضرورة القضاء على أغلوطة التعميم المقرف" ..
وأهم ذلك تجارب شخصية بحتة علمتني أن ألا أطلق حكمي قبل أن أجرب بنفسي ..أن لا أجرح الناس بتعميمات أرفضها لنفسي و عرقي ووطني ..فأنا.
أذكر جيدا "سبحان " هي شيعية ..صديقتي في الصف التاسع ..أذكر أن امها كأمي السنية بالضبط و والدها المثقف كوالدي أيضا ...صاحب دين و أخلاق اسلامية رفيعة .. و أنهم " مابلطموش على وجهم و لا بسبو على سيدنا محمد" ..فتعلمت وقتها أن الشيعة " "مش كفار " ....تعلمت أيضا أن "الخلايلة " أشد كرما من الكثير .. فعائلة أبو غربية .. بالتحديد صديقتي سماء عشنا سوية .. وحدنا بحكم سفر أهلي و بقائي بالمنزل وحدي ..عائلتها كانت عائلتي الثانية .. فلا أنسى قلق أم علي و سؤالها الدائم عن "أكلي " و "شربي" ..لا أنسى هدايا ولاء التي تباغتني فيها كل مرة عند عودتها من بلد جديد .... كيف كنا وقت "الطفر" نتقاسم كل ما معنا ... .أكرموني حين اعتبروني فردا منهم ....
أما أماني "العبادية " من أكبر العشائر الأردنية ..أختي التي لم تلدها أمي ..كان لها كل الفضل بنفض ذلك التعميم عن "اولاد العشائر " ف أماني "بنت أصل " و عائلتها لا تمت بصلة بالتخلف لا من قريب و لا من بعيد ..أذهلوني بطيبتهم ....أصالتهم ..عقلهم المتفتح ....
و ينطبق الحال على "أخت الرجال " لين فاروقة ..شركسية ..تعتز بعرقها لكنها أبعد ما يكون عن "العنصرية" لا أنسى مواقفها التي تنم عن وعي و أدب و "نخوة " .. و رقي في التعامل مع جميع الناس ..كذلك
صديقة الطفولة "ريم " "بنوتة حلوة كتير " أثبتت عكس ما يقال عن "بنات عمان الحلوين "....ف ريم "حلوة كتير و مش شايفة حالها " بالعكس هي أبعد مايكون عن ذلك .. " ومش قوية و كاسرة " كما يوحى للكثير بل على العكس تمام ..ريم الأجمل ..الأطيب و البراءة بحد ذاتها .. يزعجني وقاحة الناس بتحويل الجمال الى نقمة .. .. ..
و لا أنسى طبعا أصدقائي المدونين ..شريف صاحب مدونة أحزان شجر البطاطا .. و "ايمان " ..فلسطينيون من غزة و من رام الله ..علموني أنهم بثقافتهم ..طموحهم .. مزاجهم العالي ..ذوقهم الرفيع ..كتاباتهم المبدعة .. احلامهم ..تفوقهم في عملهم و دراستهم .. "مكانهم أبدا مش عالجسر و يلمو ملوخية " .....
كل هذا و أكثر علمني أن أكون قبل كل شيء مواطن عالمي ..أن لا أعمم كالببغاء ما يقوله الكثيرون .. أن أحترم الانسان قبل كل شيء .. علمني أن الأرض هي أمنا و "على قولة مارسيل خليفة " كل قلوب الناس جنسيتي!