الأحد، ١٢ أيلول ٢٠١٠

قصة قصيرة


الجزء الأول

ان كان السفر هو الحل فليكن اذا ..فالنفترق أنا و هذه المدينة .ففي الغربة نشتاق دائما الى ما يزعجنا يوميا هنا .. حتى روايات سائق" التاكسي" مع صعوبة تصديقها تبدو لنا طريفة .. كل شىء فيها من بعيد يبدو أجمل . علني أشتاق الى "تكشيرة " الناس .. ."جفاصة " البائع ..هواية "الجحر " الغير مبرر

فالوطن في الغربة يصبح كالابن المسافر حتى يعود أو تعود أنت اليه ..فنبدأ بالحنين الغريب الى درجة تٌمكنا من مشاهدة مسلسلات أردنية مميزة ب "ثقل الدم " و اخراج لا يمت بصلة بالابداع و الفن ..مذيعات

ينعقون ..كاميرا خفية "تمكت " المشاهد و ترسم التعاسة الى حد البكاء .. ..كل هذا في الغربة ربما في لحظة "تهور "أشتاق له

اذا سأجمع ما تبقى لي هنا من ذكريات و بعضا من الصور ..سأحتفظ بكل شيء كما هو ليس لاهتمامي الشديد بالماضي بل لأنني لا أستطيع التخلي عن الأشياء بسهولة حتى قصاصات الورق التي ما عادت تهمني و فقدت معناها ما زلت أحتفظ بها و صور لأشخاص غادروا حياتي منذ سنوات لم يكونوا سوى عابري سبيل أو قطاع طرق ما زالت صورهم بتلك الحقيبة الحمراء في خزانتي ..

غدا سأودع الأماكن التي اعتدت أن أفصلها فصلا تام عن ساكنيها .فبالنسبة لي الأرض لا علاقة لها بنا كبشر ..بريئة هي من أفعالنا ..فأنا متأكدة أنها لو نطقت ستنطق ما يكفي لاخراس الجميع .. سيؤلمني فراق جبالها السبعة و بالأخص جبل عمان . ..سأشتاق الى"كزدورة " وسط البلد ..بائع الكتب في مكتبة دار الشروق .تحليلات الناس الى كل ما يدور من "تحت الطاولة "..ووصف الحال أحيانا أنه على"كف عفريت " ..تذمرهم اللامنتهي ..انزعاجهم من غلاء الأسعار غير المقرون بأي رد فعل مناسب .."فورتهم" السريعة لكل ما يحدث في فلسطين و انطفائم الأسرع ..نقاشاتهم الشخصية "للغاية "بصوت مرتفع دائما بين الزحام .. ساشتاق الى تحليلات تلك الصبية لتغير "حبيبها " المفاجيء .."فهلوة " ذلك التاجر.. "فلسفة "المثقفين ..تلك الجارة الفضولية .. "الحجة " و دعوتها الدائمة "بالسترة " ..تحذلق البعض .." ..مكاني المفضل بالجامعة "المكتوب" باسمي ..و طبعا شخصيتي المفضلة "أبو العريف" .فكل ما سيصلني هناك عبر التلفاز شريط اخباري ممل يعلن عن سفر شخصية هامة أو"حملة " تغير الوزراء كل فترة ..انتخابات .. "طوش " مجلس النواب الجديد .. و بالتأكيد حالة الطقس .

يتبع ...

هناك تعليقان (٢):