أعتذر لعدم توفر ما يؤهلني من صفات "الوطنية " بتعريفها الجديد ..فلم "أُبَروِزْ " صورةً لأصحابِ الفخامةِ على خلفية السيّارة و لم أُمجّدُ الحكومةَ الرشيدة بعيونها الزرقاء الجديدة.. ولم أغنّي للدفاع المدني، الجيش.. و أصحاب الرّتب كلّما أدّوا واجبهم لثقتي بأن أبو العبد الخبّاز لا يقل دوره عنهم، مع ذلك فلا يهتف له على كل "طابونة " قام بخبزها ..
أعتذر لأنني لا أرى كل "فتفوتة "من الحكومة كأنّها هبة من الرب ولم أعتقد أن عليّ بالمقابل أن أقبّل الأيادي شكرا و عرفانا...
أعتذر لأنني ما زلت أؤمن بأنّ هذا حقي و ليست "جائزة "..
و أعتذر كثيرا أن هاتفي الحزين لا يصرخ بأغنية "تبرق و ترعد" .
أعتذر أيضا أنني لم أتصل يوما بالمذياع لإهداء نجاح ابني الأكبر بالتوجيهي أو خروجي من غرفة العمليات سالمة لأصحاب الفخامة .
و أعتذر أكثر وأكثر أنني لم أمارس "حقي " الانتخابي و لم أصوت لنواب "نغشين" يؤمنون بأن الموت مع الجماعة رحمة
أعتذر أيضا أنني لا أجد أي تبرير أن يصبح أردننا "لناس و ناس " ..
أعتذر أنني لست من أغنى العائلات في الأردن لكي أمارس "العيش الكريم".
أعتذر أيضا أنني لم أحيّي قوات الدرك "النشامى" على تصرفهم الحضاري للغاية .
أعتذر أكثر و أكثر لمشاركتي بالمسيرات الشعبية مع علمي أنها قد تكون "تسكيتة "مرخّصة لجوع الشعب "المسخمط" .
أعتذر أنني لحماقتي أؤمن أن من حقي أن يفتح العمل أبوابه لي، بدون أي واسطة ولعدم وجود "فزعة " في عائلتي
أعتذر كذلك أنني لا أخفي "فلسطينيتي " أينما أذهب لاعتقادي الجازم أنها لا تقلل من "أردنيتي "..
أعتذر أن مصطلح "الثقة " بات عندي شكا .
أعتذر أيضا بالنيابة عن المعلم الفاضل الذي يحارب من أجل نقابة له، بالرغم من أن هذا حقه الدستوري.
أعتذر بشدة لرفضي الاستخفاف بي، و"استهبالي" بتخفيض الأسعار لفترة زمنية محدودة و بأقل مما تم رفعه قبل مدة ليست ببعيدة .
بالنهاية أعتذر أنني اعتقدت يوما بأنني "وطنية" ..
!وأعتذر كوني انساناً يملك حلما بسيطا
اية رياض الموسى