السبت، ٣٠ تشرين الأول ٢٠١٠

كان يا مكان

ملاحظة :تُقرأ باللهجة المصرية


كان يا مكان

كان في انسان

حٍلم مرة يكونلو مكان

وكلمة صدق تكون عنوان

كان جواه شيء مٍتصّور

لف و دوّر

راح لمدينة كلها زينة

في عيون سُكانها دمعة حزينة

شاف الحلم طٍلع كدّاب

حتى ظنو كمان اهو خاب

شاف الكٍدب له ميت باب و باب

وظلمو الصدق ملوش و لا باب

في زمن الظلم الكلٍ جبان

حتى الحق كمان هربان

كان يا مكان

حٍلم البنوتة كان بستان

تٍزرع شجرة.. ورود و عود ريحان

و الشموسة تبوسها كمان !

على القمرة بحدوتة تنام

كان نفسها تشوف أحلام

قامت تصرخ بنت الحور

لقت الحٍلم صَبَح مبدور

لقت الورد كمان عطشان و العصفور باكي و زعلان

في زمن الحٍلم بقى حرمان

ولحدوته بقت بركان

ظلام الظلم صبح طوفان

حٍلم البنوتة تعدى السور

و مين حيساعد بنت الحور

كل الناس تبكي الكدب و تحزن زور

بكت الحلوة بنت الحور

منعو الحب و بقى دستور

كان يا مكان


مواطن غلبان


الخميس، ٢١ تشرين الأول ٢٠١٠

الى والدي

هل تُراكَ ظَلمتني؟

حين أخبرتني يومها عند الرحيل

حين أوصيت الشارع الضيق

وأيلول الحزين، وكل صديق

بي خيراً..

هل تُراكَ على علم؟

حين أخبرتني

أنني لستُ ككل حواء

أن ليس كمثلك أدم في الأرض و لا في السماء!

وعندما أثقلتني بحمل

حين أخبرتني أنني ..

تذكرتك إلى الجنة

هل تراك على يقين الآن بما ربّيتني؟

ليتني أعود

بعيداً هناك !

لقصرك العاجي

فأنا ما زلت لذلك المكان

أصلي بكل انجلاء

لكنك لم تُطلعني يا والدي

بأنهم يغتصبون أصواتنا

و ان تكّلم أحدهم

رموه في الجُبٍ بلا استحياء

حينها ..حينها فقط

ليتك منعتني ..

خبئتني..

فأنا لستُ أدري لماذا !

لمَ هيأتني ؟

أكنت حقا تظن أن هناك مٌتسعٌ لنا ؟

هل كان علي الخروج لأدرك ..ما أدركتُ بغباء؟!

فأنت يا والدي أحييّتني ..ثم أمتني..

ليتك فقط جرّدتني!

من كل شيء

كل شيء ..وخاصة الذكاء

أخبرتني يومها عن وجع

وبقايا تراب

و أمل

لكنك لم تخبرني عن القمع و الظلم

و جَبَروتُ الأغنياء !

ان كنتُ أنا بنتَ السُلطان

فهم اتهمونني بأنني ممرٌ

عميقٌ ..سحيقٌ ..باردٌ

لا يعرفُ فن الغناء

أجبتني يومها :

اية قومي انتفضي و اطمحي الى السماء

و السماء يا والدي

ليس لها طريقُ واحدٌ

و الدرب بعيدٌ

و تخلى عنيَ الأصدقاء

فأنا يا سادتي

مبادئي

تعاليمي

لا تصلحُ لكل زمان و مكان

أكنتَ تعلم أنهم مُقيّدون ؟

فهنا يا والدي احترفوا القهر و البكاء!

مرهقةٌ أنا يا والدي

ففن العومٍ بعكس التيّار

شلّني ..أتعبني ..و تعلمتُ قتل الحياء

فبماذا كنتَ تفكر يا والدي

يوم أمرتني بركوب السفينة

ليتك تعلم بأن من بلعهم الطوفان

في نعمة و رخاء

و أما نحن

فمحتجزون

فهنا قراصنة

في جهلهم يعمهون !

و ما بين هنا و هناك

أقف وحدي ..في صمت

أصلي ..و بقلبي ثورة

تدق بابي لتُذّكرني

بتعاليم رياض

صبحاً ومساء


اية رياض الموسى


الاثنين، ١٨ تشرين الأول ٢٠١٠

رضا

تحذير : قد تصاب بالجلطة أو الملل الشديد عند قرائتك لقصة رضا

الاسم : رضا ..

العمر :تجاوز الأربعين بجدارة !

..حياته ؟ لا بأس بها ..خالية من أي انجاز يُذكر و يُقدس الحياة الزوجية

رضا "حسب المعايير و المقاييس " مواطن عادي جدا ..مسالم جدا يكاد أن يستحق "الأيزو " بالمواطنة الصالحة

يستيقظ رضا يوميا في تمام الساعة السابعة على صوت "تمتمة "فتحية " زوجته المتطلبة بكلمات غير مفهومة أثناء عدها لسندويشات" اللبنة " لأولادها الخمسة ..يُستوحى من تمتمتها غضب ..سخط ...لوم لا يتم القاؤه على أحد فهو يُقيّد ضد مجهول في أكثر الاحيان

على عكس رضا فقد تعطّلت انفعالاته , مشاعره و حتى تفكيره عن العمل منذ زمن طويل بالرغم من عدم تعاطيه لأي مخدر .المرةالوحيدة التي انفعل فيها رضا كانت عندما توفى والده قبل عشر سنين نطق بجملة واحدة يستدل منها ايمان شديد. حتى فتحية لم يصارحها يوما بمدى انزعاجه من "نقها " اللامنتهي ..لا يدري ان كان يحب القراءة أما لا ..لا يتبّع اليمين و لا اليسار .. .لم ينظر يوما "فوق " و لا "تحت " .لم يتحزّب أو يتحزّم يوما . لم يتبنى أي ايدولوجية فكرية يوما . متعته الوحيده هي النظر الى ذلك الحيوان الأبيض الصغير الذي لا يكل و لا يمل من الركض على العجلة الدوّارة .. يذهله هذا المخلوق بصبره الغريب من أجل مكافئة رمزية عبارة عن "خسة " في أخر المطاف تقريبا قبل النوم و عدم قدرته على الوقوف عن الدوران خوفا من "وقف "المعونات "...

مستواه العقلي أهلّه ليكون مثال للموظف المجتهد "المحروث عليه "...شخص لطيف لم يسء الى أحد يوما .. .

لم يمارس ابداء الرأي مطلقا . قنوع .لم يرتكب حماقة الأدوار البطولية يوما .يتعرض رضا يوميا لمسائلة من حوله عن سبب هدوئه الدائم الغير منطقي في ظل ظروف المعيشة الصعبة و جوابه الدائم "بدنا نعيش " ..رضا لم تستثيره غلاء الأسعار و لا حتى خبر سقوط ابنه البكر في التوجيهي .فهو يمارس سياسة "الحيط بالحيط " حتى مع جاره أبو أحمد "النصّاب "..ان كنت تظن أنه "مخابرات " فقد أسأت التخمين .المٌقلق بالموضوع هو أن

سلوك رضا بدأ بالانحراف عن مساره المعتاد ! تزامن هذه الانحراف ببداية "كرنفال " الانتخابات بالرغم من أنه لم يصّوت من قبل و لم يظهر رأيه الشخصي في الموضوع . كان قد قرر رضا التزام الصمت كالعادة . لكن اليوم منذ انطلاق الحافلة المتوجهة الى مقر عمله و مع التصاق "خده " بالنافذة بسبب عدم مراعاة "اللي جنبه " لم يستطع أن لا يقرأ فقد لفتت

نظره "سحنة " فلان من المرشّحين.."بوزات " فلان .. "أسنان " فلانة و شعارات أحسّ منها بالاهانة الشخصية البحتة و كأنها طرقت "باب" مغلق في رضا ..شعر رضا لأول مرة باسنخفاف عنيف بقدراته العقلية عند قرائتها ابتداءا من "مجانية الصحة و التعليم حق لكل مواطن ... "الجرأة في قول الحق "....الى " نعم ..الوطن للجميع " . توقفت الحافلة فجأة ..

نزل رضا . ركض رضا .و أخيرا نطق رضا و فورا .........اعتُقلَ رضا .


الجمعة، ٨ تشرين الأول ٢٠١٠

نحو تحرير المرأة ثم القضاء على المرأة

لم أستطع كف النظر عنها ..نظراتها القاسية ..ساعدها القوي جدا ...ملابسها التي لا تمت بالأنوثة بصلة .. شعرها الذي لو نطق لكفر !...لكنني فورا عاقبت عقلي على تطاوله على الأخرين ..و أخدت أهدء من روعه ..و كالعادة وبخت نفسي !"أية لا تطلقي الأحكام على أحد ...
هي من أنصار المرأة و انتي كذلك ! لكنني لم أقتنع أنها امرأة أولا لكي تدافع عن قضايا المرأة ! يبدو أنها نسيت أنها امرأة في خضم معاركها مع الرجل ؟! أو أنها تطّرفت كثيرا لدرجة أنستها الهدف الرئيسي ؟!.. كل ما رأيته أمامي ذكر يريد مسح الذكورة بكل ما أعطاه الله من قوة عن وجه الخليقة
أحببت لو أقول لها أنها يجب أن تكون امرأة و تفتخر أيضا بأنوثتها كي تدافع باسمنا ..نحن النساء ! لكنني خفت و بشدة ! نعم خفت ! فهي ان قامت "برفسي " مداعباً قد تتسبب بقتلي !
أدرك تماما بأن الكثير منا قدسمع أو تعّرض هو نفسه لقصص تٌعقده و تمنعه من الاقتراب الى "جنس الرجال" !من منا لم تجد نسخة سيئة من الرجال لكن في المقابل من منهم لم يقابل النسخة السيئة من النساء ! و "يا عمّي " كما هناك الرجل السيء هناك الرجل الرجل !
لم يعجبهم أيضا هذا التعليق بالرغم من انني اعتقدت أنه هو الأفضل بجعبتي
فأنا ولدتُ مع أخوين اثنين أحبهم كثيرا ...أب فاضل ...بالتأكيد هم أيضا لديهم أب ..أخ .. أو رجل صالح في حياتهم ! واحد فقط !

..أخذت المحاضرة منحنى غير الذي رسمته بعقلي ...دائما هناك سناريوهات حماسية جدا تٌعرض في ذهني قبل الذهاب
بدأ الكل بالتعريف عن نفسه "لطالما كرهت هذا المقطع " .. لائحة كاملة من الانجازات ! عظيم عظيم ! ماشاءالله ! شعرت بالفخر أن النساء في بلدي من أصحاب العقول و الانجازات .كنت مفعمة بالحماس "كالعادة " و جلبت معي أفكاري و ابتسامتي الصفراء و توقعات عالية جدا جدا !
ما ان بدأ النقاش بدأتُ بالحديث عن وضع المرأة و كيف أن علينا تحديد المشكلة و السعي الى حلها و أن اللوم يجب أن يُلقى عليها أولا و ليس على الرجل فحسب .. كان من أهم المواضيع التي جئت لمناقشتها هو وضع المعنّفين بالأردن ..علما أن هناك حالات عديدة من المعنّفين من النساء التي تتم حمايتهم عن طريق "حبسهم "في "الجويدة " ..و طبعا جرائم الشرف كانت برأس قائمتي التي أردت مناقشة كيفية القضاء عليها و على الكثير من مظاهر التخلف الأخرى ...و كيف أن المرأة بانوثتها .. بأمومتها ..برقتها تستطيع أن تكون دائما امرأة قوية ..ناجحة ...موظفة أو ربة منزل أو الاثنان معا .. متعلمة .. قيادية ..مستقلة ..ليست بحاجة الى مساعدة أحد !.... .. و أن لا فرق بينها و بين الرجل .اتخذتُ من أمي قدوة بهذا الموضوع فهي امرأة ..متعلمة ..مثقفة ....ربة منزل .. عملت لسنين طويلة ..سيدة مجتمع .. لطيقة ..أنيقة..يٌعتمد عليها ..قوية ..رقيقة .. أم و صديقة ..حنونة و لم تتخلى يوما عن أنوثتها ! بالرغم من أنها كانت تمارس جميع مهام الأب أثناء سفره من معاملات ..وظائف منزلية ..كل شيء بلا استثناء ..و طبعا تربيتا و الاعتناء بنا !
لم ألتمس الاعحاب على المستمعين ... بل نطقت و ليتها لم تنتطق "أختنا "بالزاوية بجملة من أغبى الجمل التي سمعتها بحياتي ..."بس بالنهاية والدتك بس كبرتي بطلّت تشتغل ! و سافرت و استقرت مع أبوكي !!! "بنبرة صوت تُشعر السامعين أن أمي اقترفت مصيبة ! ياللعار !!! و سؤال أخر من الزاوية الأخُرى " ما حاجتنا للرجل أصلا ".هنا تأكدت من أن الصمت أبلغ في مثل هذه المواقف . هجومهم الغريب أشعرني و كأنني دخيلة على عالمهم ! بالرغم من أنني اعتقدت لسنين طويلة أنني منهم ! من أنصار المرأة ولكن ! .
...أفكارهم المتطرفة جعلتني أعيد النظر بالكثير من الأمور للأسف
اعتقدت أنني دائما أتقبل الرأي الأخر مهما كان أو على الأقل أحترمه .. وجهة نظري بالموضوع أن الفتاة عليها أن تختار ما تريد .. و المهم جدا أن تتخذ قراراتها بنفسها و أن تكون مسؤولة عنها سواء بالزواج أو عدمه.. أحترم الاختيارين ..أن تكرس نفسها لبيتها و أطفالها ..أو لنفسها فحسب ..ربة منزل أم عاملة ...بالنهاية المهم أن تتخذ الخيار الذي يناسبها !ل م تعجبهم أفكاري من المؤكد و تم اتهامي بأنني "لساتني صغيرة " ! و أن أعمارهم هي الأنسب لاعطاء الأحكام و تكوين الأفكار و الانطباعات في هذه الموضوع !و الغريب أنهم تركوا القضايا الجوهرية و أعادونا الى نقطة سخيفة و كأننا "بصف رابع ب " و أن الرجل هو العدو ! تخيلته للحظات اجتماع مهم للغاية لتخطيط و اعداد العدة لمعركة"القضاء و لعن فاطس أبو الرجل "..احباط مباغت
شعرت بالاحباط الشديد
احباط في معدتي ..احباط في قلبي ..احباط في عقلي ..كل ما شعرت به احباط في كل مكان ! و اعتلت نظرة الاحباط وجهي .. و حتى ابتسامتي الصفراء تلاشت .. "خطان الكشرة" بدأو بالظهور و بصعوبة كبيرة استطعت اخفائهم
خشونة غريبة في المكان ..وددت لو أعود الى البيت فورا..لكن لا ! أنا من أنصار المرأة ! لم أخطيء بالعنوان !
جلست بانتظار أن أستمع الى مجموعة من أنصار المرأة و المدافعين عن حقوقها...صراحة " انتهى المطاف بي أستمع الى مجموعة من المسترجلين ! ! انزعجت كثيرا ! "ليش الاسترجال ! " و كأنك بذلك "مستعرة " من الأنوثة ! و كأن "الاسترجال " هو الحل ..و كأن الرجل أو التشبه به هو الحل !!!!
استئت و عندما أستاء للأسف تزداد نسبة السخرية في نبرتي بهدوء شديد ..سألتني بدورها ..انت هناك ..مارأيك بما نقول ..
بلعت ريقي و اختصرت كل ما دار في تلك المحاضرة بجملة من مسرحية العيال كبرت
"نحو تحرير المرأة ثم القضاء على المرأة"
صمت محرج
هدوء سخيف !
نظرات غير مريحة
بالعلم أنني الوحيدة التي ضحكت ... وبخت نفسي للمرة الثانية "أية ...لا تنهفي ! " بعدها انطلقت بسرعة شديدة أجمع ما تبقى من "معتقداتي مستعدة لاجراء مكالمة هاتفية طويلة مع والدي" لنضحك سوا
!